الرشق الرقمي بين القادة والمعلمين

في زمن أصبحت فيه الرسائل الفورية جزءًا من يومياتنا، صار تطبيق “واتس آب” وسيلة شائعة للتواصل في بيئات العمل، لكن بعض القادة التربويين والمعلمين صاروا يستخدمون “الحالة” أو “الستوري” في التطبيق كمنبر غير مباشر لإرسال رسائل مليئة بالتلميح، وربما الهجوم.

هذه الحالة تُعرف بين الناس بـ”الرشق بالكلمات”، وهي طريقة يُلمح بها الشخص برسالة موجهة لشخص آخر دون أن يسميه، مما يفتح الباب للتأويل، ويخلق أجواءً من التوتر والشك.

كيف تحدث هذه الظاهرة؟

يتبادل القادة والمعلمون في بعض الأحيان “رسائل مشفرة” عبر الحالة، مثل صورة تتضمن عبارة ناقدة أو سطر يوحي بالسخرية من تصرف معين، فيشعر البعض أن الرسالة موجهة له، حتى لو لم يُذكر اسمه – والأخطر من ذلك أن هذه الرسائل قد تنتقل بين الزملاء وتُفسّر بطرق مختلفة، ما يؤدي إلى سوء فهم، وتوتر في العلاقات.

لماذا يحدث هذا السلوك؟

تعود هذه الظاهرة إلى عدة أسباب، منها:
• عدم القدرة على المواجهة المباشرة.
• الرغبة في التعبير عن الغضب بطريقة غير صريحة.
• غياب بيئة الحوار داخل العمل.
• تقليد الآخرين في استخدام هذا الأسلوب.
• ضعف في ضبط المشاعر والمهنية.

ما النتائج السلبية؟

رغم أن البعض يراها مجرد “فضفضة”، إلا أن لهذا السلوك آثارًا خطيرة، منها:
• نشر جو من القلق وسوء الظن.
• تدهور الثقة بين القائد والمعلم.
• توقف التعاون والعمل بروح الفريق.
• تشويه سمعة أطراف داخل بيئة العمل.
• انخفاض الروح المعنوية لدى الجميع.

كيف نوقف هذا السلوك؟

الحل ليس صعبًا، لكنه يحتاج إلى وعي جماعي، ومن ذلك:
1. تعلم مهارات الحوار واحترام الآخر.
2. وضع قوانين واضحة لاستخدام وسائل التواصل المهني.
3. تعزيز ثقافة العمل بروح الفريق.
4. تقديم القدوة الحسنة من قبل القادة التربويين.
5. التذكير الدائم بأن “الكلمة الطيبة صدقة”، وأن احترام الزملاء واجب مهني وأخلاقي.

أخيراً
استخدام الحالات في “واتس آب” لأغراض التلميح أو الهجوم لا يعكس قوة الشخصية، بل ضعفًا في التواصل.
إدارة الذات لا تُبنى بالحالات المبطنة، بل بالحوار الواضح، والنية الطيبة، والتعامل الراقي – فلنستخدم وسائل التواصل لبناء جسور، لا لهدمها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى