17 سنة توقف وتواري مشاريع التدريب التقني بـ #المجاردة

مع مرور الأعوام وانسحاب المقاولين وتعثر المشاريع الـ3 التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في محافظة المجاردة التابعة لمنطقة عسير، غطت الأشجار الشائكة مباني ومشاريع المؤسسة، وحولتها إلى مبانٍ مهجورة.

والمشاريع الثلاثة المعنية هي مشروع المعهد المهني الذي تم تغيير مسماه إلى المعهد الصناعي الثانوي، إلى جانب مشروعي الكلية التقنية للبنات، والكلية التقنية للبنين.

سنوات عجاف

بدأ العمل في مشروع المعهد المهني قبل أكثر من 17 سنة، لكنه ما لبث أن توقف، ودخل المشروع سنوات عجاف من التوقف ثم التأخر، وسُحب من مقاول وسُلم إلى آخر، ثم إلى ثالث ورابع، وتم تغيير مسمى المشروع من المعهد المهني إلى المعهد الصناعي الثانوي، وفي كل مرة، ومع كل مقاول يحدث تعثر ثم تأخر ثم يسحب المشروع ويرسى على مقاول جديد، يعيد الكرة نفسها، فيحدث تأخير في التنفيذ، يعطى المقاول على إثره مهلة، ثم تنتهي المهلة، وينسحب المقاول، وهكذا بقي المشروع متعثرًا لأكثر من 17 عامًا دون إنجاز حتى الآن.

توجيه لم يجدي

في عام 2011، وجه أمير منطقة عسير (آنذاك) الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، بإيجاد حل عاجل يضمن سرعة تنفيذ مشروع المعهد المهني، وأمر في خطاب عاجل إلى رئيس مجلس التدريب التقني والمهني في منطقة عسير برفع تقرير عاجل يتضمن الحلول المقترحة لتنفيذ المشروع المتعثر، فيما تم تزويد محافظ المجاردة بنسخة من الخطاب للمتابعة والإفادة بما تم.

وجاء ذلك عقب المطالبات التي رفعها مشايخ وأهالي محافظة المجاردة لتنفيذ المشروع الذي سُلم موقعه لفرع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في منطقة عسير، وحينئذ أكد رئيس مجلس التدريب المهني والتقني في عسير (آنذاك) الدكتور عبدالله آل مرزوق أن المشروع متعثر فعلًا، لافتًا إلى أنه سبق منح المقاول مهلة أكثر من مرة ولم يكمل المشروع الذي سيسحب منه، رغم أن ذلك سيزيد من تأخر التنفيذ، إنه كان حلًا مطروحًا حسب قوله. ووعد بزيارة الموقع للوقوف على المشروع، وأكد في حديثه أن الأعوام تعاقبت والمسؤولين والوزراء تغيروا وبقي المشروع متعثرا.

استمرار التعثر

في عام 2017 أكد المتحدث الرسمي للمؤسسة العامة للتدريب الفني والمهني (آنذاك) فهد العتيبي أنه يجري تنفيذ 3 مشاريع في المجاردة، هي مشروع إنشاء الكلية التقنية للبنين، ومشروع إنشاء الكلية التقنية للبنات، إضافة إلى مشروع استكمال المعهد الصناعي الثانوي.

وبين العتيبي في حينه أن مشروع الكلية التقنية للبنين تم إيقافه بسبب عدم توافر البنود المالية للمشروع، وتم تعزيز البنود في نهاية السنة المالية الماضية (2016)، وعليه تم توجيه المقاول باستئناف العمل في المشروع.

وفيما يخص الكلية التقنية للبنات، فإن سبب التأخير في تنفيذ المشروع هو ضعف بعض جوانب أداء المقاول المنفذ للمشروع، وتعمل حاليًا المؤسسة على معالجة تلك الجوانب معه. وأشار العتيبي إلى أنه بالنسبة لمشروع المعهد الصناعي الثانوي، فقد تأخر المقاول في تنفيذ المشروع، وتم تطبيق غرامتي التأخير والإشراف عليه، وصدر قرار سحب المشروع، وطلب المقاول مهلة لإنجاز المشروع خلال 6 أشهر، مؤكدًا أنه جارٍ متابعة ذلك حسب آلية متابعة المشاريع المتعثرة، مضيفاً أن الأعوام مرت ولم تنجز المشاريع.

سحب التكاليف

في عام 2018 أكد متحدث المؤسسة أن مشروع الكلية التقنية للبنين تم إيقافه بعد سحب التكاليف من قبل وزارة المالية، وأن المتابعة جارية مع الجهة ذات العلاقة لإعادة التكاليف، وأنه بالنسبة لمشروع المعهد الصناعي فسوف يتم سحب المشروع وتنفيذه خصمًا من مستحقات المقاول نظامًا في حال عدم تحسن وزيادة نسبة إنجاز المشروع.

وعن مشروع كلية البنات، أكد المتحدث أنه نظرًا لتعثر المقاول في التنفيذ صدر قرار سحب من صاحب الصلاحية بعد استكمال الإجراءات.

سحب من جديد

في العام 2019 أعلنت المؤسسة أنه تم سحب مشروع الكلية التقنية للبنات من المقاول السابق، وتم طرح الأعمال المتبقية في منافسة عامة، وجرى استكمال إجراءات الترسية على المقاول الجديد، وحتى نهاية العام الحالي 2024 ما زال المشروع متوقفا على حالته السابقة دون أن جديد.

وفيما يخص مشروع المعهد الصناعي الثانوي، فقد تعثر المقاول في تنفيذ المشروع، واتخذت المؤسسة الإجراء النظامي، وتقدم المقاول بخطة عمل جديدة، وجارٍ تنفيذ المشروع.

وفي العام 2020 أكد المتحدث الرسمي للمؤسسة العامة للتدريب الفني والمهني فهد العتيبي لـ«الوطن» أن مشروع الكلية التقنية للبنات بالمجاردة ‬‏‫جرى سحبه من المقاول السابق بسبب تعثره في الإنجاز، وتمت ترسية المشروع على مقاول جديد ليبدأ التنفيذ قريبًا وحتى اليوم لا مقاول جديد، ولا استكمل للمشروع، وما زال على حالته السابقة.

‏‫وأضاف بالنسبة للمعهد الصناعي الثانوي بالمجاردة، فإن المقاول المنفذ للمشروع تقدم بتعهد بدفع العمل ورفع نسبة الإنجاز، وطلب منحة مهلة إضافية 6 أشهر، وفي حال انتهاء المدة ولم يتم الانتهاء من أعمال المشروع سوف يتم استكمال الإجراءات النظامية بحقه، وانتهت الـ6 شهور، ومضت السنة والسنتين والثلاث سنوات وما زال المشروع متعثرًا وعلى وضعه السابق دون أي جديد ، واختتم المتحدث تصريحه بأن مشروع الكلية التقنية للبنين متوقف حاليًا.

وحتى نهاية هذا العام 2024 ما زال المشروع متوقف، بالرغم من أن «الوطن» حاولت التواصل مع متحدث التدريب التقني لكنه امتنع عن الرد على أي استفسار من المحرر منذ العام الماضي.

مطالبات بلا جدوى

واصل أهالي محافظة المجاردة مطالباتهم بتدخل الجهات المسؤولة والرقابية خاصة لدراسة الوضع، ومعرفة أسباب التعثر، ومحاسبة المقصرين، ومعالجة وضع تلك المشاريع التي تخدم أبناء وبنات المحافظة والمحافظات المجاورة (المجاردة – بارق – العرضيات)، إلا أن كل مطالباتهم لم تجد صدى حتى الآن.

المشاريع المتعثرة

ـ المعهد الصناعي الثانوي

ـ الكلية التقنية للبنات

ـ الكلية التقنية للبنين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى