عطل طارئ .. !

بعد أن قضينا سهرة شتوية جميلة امتدت إلى الساعة الثانية صباحاً برفقة الأصدقاء وعدداً من الزوار والضيوف الذين قدموا إلى ( الديرة ) للاستمتاع بإجازة منتصف العام الدراسي وأجواء تهامة الساحرة والدافئة والماطرة استيقظت على همسات أبنائي من حولي عند الساعة السادسة والنصف صباحاً وقد شعرت وهم أيضاً بحرارة حجرة النوم والهدوء الذي يطوقها من كل مكان فقلت لهم متسغرباً : من أيقظكم مبكراً اليوم فقالوا لي : اقرأ الرسالة الواردة إلى جوالك ، فأخذت هاتفي وفتحت صندوق الرسائل وقرأت نص رسالة شركة الكهرباء التالية : عزيزي المشترك بسبب عطل طارئ في الشبكة تأثرت الخدمة الكهربائية على حسابك رقم …. ويعمل فريقنا الآن على إعادة الخدمة والوقت المتوقع أقل من ساعتين .. شكراً لتفهمك وتعاونك .. انتهى  .

لا أخفيكم أن ذلك التعاون والتفهم كان بالنسبة لّي ولعائلتي وللمشتركين المجاورين في الحّي مزعجاً وثقيلاً لكونه كان مفروضاً علينا ولم يكن لدينا خيار سوى القبول به على مضض والتوسل بأن المدة لا تمتد إلى أكثر من الساعتين ..

عند الساعة الثامنة والخمس دقائق صباحاً عادت خدمة التيار الموقرة وعاد معها أكسير السعادة والسرور لكل من فقد أزيز ( المكيف ) وضوء مصباح الممّر والتفاتت ( المروحة ) وشاحن الأجهزة .

تحول هاتفي الجوال إلى ( سنترال ) واستقبال لسيّل من الأسئلة والاستفسارات التي لا أملك الإجابة عليها والتي سأطلعكم على عينة منها : متى تعود الكهرباء ؟ ممكن تتصل بهم وتخبرهم أننا لم ننام منذ يومين وأطفالنا يبكون باستمرار ! 

محافظتكم متأخرة فنحن في المدن انقطاعات التيار لا تكاد تذكر !  سئمت شكواهم واتصالاتهم ولكنني اضطررت للسكوت حتى يذهب عناء ذلك العطّل ..

الحقيقة أن غالبية تلك الأعطال والانقطاعات الطارئة أو الخارجة عن إرادة الشركة ( الموقرة )  بسبب وجود الشبكة الهوائية والتي دائماً ما تتأثر بالعواصف والرياح والأمطار المتساقطة ولكون موقعنا الجغرافي ( استوائي ) وطقسنا في غالب العام ماطر فوجب علينا أن نكيف أنفسنا مع تلك الانقطاعات وعدم التذمر والشكوى فليس بيد الشركة تغيير موقعنا على الخريطة ..

همسة ..

هل تقوم الشركة ( الموقرة ) بتعويض المشتركين الذين فقدوا الخدمة زهاء ساعتين أو أقل مثل ما حدث في نجران  ؟