العقيدة في سوريا الجديدة
ما يحصل اليوم على الأرض السورية من سقوط وانهيار واستسلام للنظام أمام الإرادة والعنفوان والنهوض الشعبي ما هو إلا درس ثانٍ من دروس السقوط الاستعماري ليبرهن للبشرية أن عقيدة أصحاب الحق والأرض تمرض ولا تموت وتضمحل ولا تختفي، ولابد أن تنهض يوما من تحت الركام ولو بعد حين.
النظام السوري ( الهارب ) بسياسة غوغائية لا منطقية ولا عقلانية أعاد الأرض السورية إلى الحقبة الاستعمارية، فهو عمليا من الناحية ( الجغرافية ) قسم الأراضي السورية إلى مجموعة مستعمرات سلم كل منها لكبار اللاعبين أصحاب المشاريع ( الاستيطانية والطائفية والاقتصادية ) على حساب مصالح شعبه مقابل ضمان بقائه، أما من الناحية ( الاجتماعية ) مزق النسيج الاجتماعي السوري عندما حول الكثير منهم إلى ميليشيات ( طائفية أو عسكرية ) تستخدم كأدوات تنفيذية لتحقيق أهداف أصحاب تلك المشاريع.
وسط غفلة وانشغال من العالم أجمع فيما يستجد من تطورات في منطقة الشرق الأوسط ( غزة )، وما ترتب على ذلك من انشغال كبار اللاعبين ( روسيا ) مع ( أوكرانيا )، ( تركيا ) مع ( سياستها واقتصادها )، ( إسرائيل ) مع ( بقائها وتماسكها )، ( إيران ) مع ( انهيارها )، أدرك العقل الواعي السوري صاحب الحق والأرض والذي كان يلملم شتاته ويعالج إخفاقاته ويجهز لعودته في الخفاء مناسبة التوقيت للنهوض واستعادة حقوقه ( المسلوبة ) وأراضيه ( المستعمرة ).
الشعب السوري ( الشقيق والعريق ) رغم ما يتمتع به أفراده ( الصالحون المصلحون ) من إمكانات ( فكرية وعمليه )، إلا أن أمامه تحديان لا مثيل لهما عبر التاريخ، وقلما تجتمع التحديات ( المحلية والدولية ) في لحظة واحدة، ( الأول ) المواجهة الحتمية المباشرة مع أحلام إسرائيل الاستيطانية التي كانت على قدر من التفاهم والقبول مع النظام ( الهارب ) وما سيتبع ذلك من تدخلات خارجية، ( الثاني ) التسويات الشعبية ( المنطقية والعادلة ) لما خلفته الصراعات الحزبية والطائفية على مستوى حقوق ( الدم والعرض والمال ).
بعد أكثر من ١٣ عاما من القتل والتدمير والشقاء والتهجير بات من الصعب أن يرضى الضمير والواقع السوري بإدارة وإرادة سياسية لا تضمن عزته واستقلاليته.
أخيراً عاشت سوريا ..