تمرين العصرية وهدف المغرب

عندما استعرضت شريط الذكريات قفز أمامي ” تمرين العصرية ” الأيقونة التي لا يمكن المساس بها و ما كان يصاحبها من تحدي ورهان يصل إلى حد الإفلاس أن كانت وجبة دسمة !
تمرين العصرية له قداسته المعتبرة لدى جيلنا والذين من قبلنا رغم تواضع الإمكانيات وقلة الموارد فالملاعب ترابية بسيطة تحيط بها ( الزبير ) من كل اتجاه والمرامي كانت في البداية إحجاراً صغيرة من البلك الأسمنتي ثم الأعمدة الخشبية حتى وصلت إلى ما نحن عليه الآن ( الحديدية ) وملاعب الانجيله الصناعية .
كان معظمنا يلعب بما يسمى ( الانقل ) الطويل والقصير الأبيض والملون والمرقط لمميزاته في ذلك الوقت والتي من أبرزها خفة ( وزنه ) ورخص ثمنه إذ لا يتعدى الـ( خمسة ) ريال ، أما البوت ( الحذاء ) فلا يملكها سوى من كان والده مقتدراً فيأتي له بها من ( جدة ) ماركة تميم باللونين الأسود والبيج ونادراً ما تجد ( أبو مسامير ) لثمنها الباهظ وثقل وزنها وعدم مناسبتها للملاعب الترابية .
بعد انتهاء التمرين نصطف أمام بقالة البنغالي ( سان ) لنروي عطشنا من المياه الباردة التي كان يبيعها ، ثم يبدأ استديو التحليل الصاخب : لو مررتها إلى محمد كان هدف محقق ..! المفروض كان تنبرش عليه وتقطع الكورة منه بكرة اتحداك تفوز وإذا فزت أعشيك ( بروست ) من البوفية الأشهر في ذلك الزمن : التوفيق .
لازم فلان وفلان ما يلعبون مع بعض لأنهم فنانين .. ! لايزال فريقنا ضعيف ، التحكيم بالنصف نحن شوط وانتم شوط ثم يأتي غداً ويبدأ التمرين والحماس .. تمرين يبدأ وتمرين ينتهي وهكذا .. !
كبرنا .. فتفرقنا وأخذتنا مشاغل الحياة وانصرف أغلبنا إلى أعماله وبناء أسرته .. منهم من التحق بالسلك العسكري ومنهم المعلم والدكتور والمهندس .. الخ – نلتقي غالباً في الإجازات الصيفية ومناسبات الزواج وقد تبدلت الهيئات والإشكال وتحديداً ( الأوزان ) المخيفة !
الأسماء فقط ظلت كما هي أما الباقي فقد تغير تجاعيد الوجه والصلع الذي استعمر الرؤوس والكروش هي العلامة الأبرز إلا من رحم .. !
نتفق على إعادة تمرين ( العصرية ) ولكن الغالبية يتعذر بحجة الانقطاع وكبر السن وزيادة الأوزان والآم المفاصل وعدم الاهتمام ..
جيل مضى وجيل أتى ولا تزال الساحرة المستديرة محط أنظار الصغار والكبار مع فارق الإمكانيات في الوقت الحالي وسهولة الوصول الى الملاعب المجهزة إلا أن الإقبال بات ضعيفاً ليس كقبل .. !
فاصلة : يمضي الوقت وتبقى الذكريات جميلة بكل تفاصيلها المتواضعة .