أهل العقل والعدل

العقلاء لايتعبون في الحياة؛ ذلك لأنهم يأخذون الأمور بروية ، وهدوء ، وتبصّر ويعالجون كل موقف يواجههم في الحياة ، بصبر وحكمة وبعد نظر ، لا يستعجلون في الحكم على ظواهر الأمور ، ولا يهزهم الموقف مهما عظم عن تحكيم العقل ، وتدبر الأمر، وحل أعتي المعضلات ، لا يؤثر فيهم دعاة الشر، ولا المحرضون ولا يحركهم عن مبادئهم تصرف جاهل ، أو زلة أحمق أو استفزاز خصم .
ليس باستطاعة أحد ان يختبر مدى حلمهم ، أو ردة فعلهم ، فهم تجاوزوا مرحلة الاختبار ، لديهم قدرة على ضبط النفس ، بل وتحمل تبعات أي قرار يتخذونه ، يشاورون من يثقون به وبحكمته ، يضعون الأمور في نصابها ، لا يضعون السيف موضع الندى ، ولا الندى موضع السيف ، إنهم أهل عقل وعدل وأهل حكم وحكمة ،وبصر وبصيرة لا يميلون عن الحق والحقيقة ، مهما أظلمت عليهم حلول القضية والتَوَتْ مخارجها، إنهم ينظرون بعين الحق الذي دلهم الله عليه، و اختارهم له .