الطاعة والتراخي في العشر الأخيرة من رمضان

ها قد شارفت أيام رمضان على الانتهاء، واقتربت لياليه العظيمة من الرحيل، ولكن الغريب أن البعض يبدأ رمضان بنشاط وحماس ثم يتراخى في العشر الأواخر، رغم أنها أفضل أيام الشهر! فلماذا هذا الفتور؟ وكيف يمكننا علاجه؟ ولماذا علينا أن نبذل جهدًا مضاعفًا بدلًا من التراجع؟
علامات الفتور وعلاجها
الفتور في العبادة يظهر بأشكال مختلفة، مثل التكاسل عن صلاة التراويح، ضعف الهمة في قراءة القرآن، الشعور بثقل الطاعات، والانشغال بأمور الدنيا أكثر من العبادة. ومن أبرز أسبابه:
• الاعتياد على الطاعة دون استشعار روحها.
• تأثير الإرهاق الجسدي، خاصة مع طول ساعات الصيام.
• الانشغال بالمشتتات مثل وسائل التواصل الاجتماعي والتسوق لعيد الفطر.
لكن العلاج سهل لمن صدقت نيته، وأراد استدراك ما فاته:
1. تغيير نمط العبادة: مثل التنويع بين قراءة القرآن، والقيام، والذكر، والصدقة.
2. الصحبة الصالحة: التواجد مع من يشجعون على العبادة يزيد الحماس.
3. الدعاء والاستعانة بالله: فالثبات نعمة، ومن سأل الله الإعانة أعانه.
العشر الأواخر في ميزان الأعمال
في ميزان الشريعة، العشر الأواخر هي تاج رمضان، ففيها يعتق الله رقاب عباده من النار، وهي الفرصة الأخيرة لمغفرة الذنوب والقبول. وقد كان النبي ﷺ إذا دخلت العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله (رواه البخاري ومسلم)، في إشارة إلى الاجتهاد المضاعف وعدم التراخي.
نماذج من اجتهاد السلف في نهاية رمضان
• النبي ﷺ كان يحيي ليله كله في العشر، ولا يكتفي كما في أول الشهر.
• الشافعي كان يختم القرآن 60 مرة في رمضان.
• الإمام ابن الجوزي كان يقول: “إذا انحطت الجواد في آخر السباق، ضُرِبت لتلحق بركب السابقين، فلا تكن الجواد الذي يقف عند النهاية!”
ختامًا.. أين نحن ؟
أنت الآن أمام فرصة العمر، إما أن تستثمرها وتجتهد لتكون من العتقاء، أو تتكاسل فتضيع منك ليلة القدر التي تعدل أكثر من 83 عامًا من العبادة. فاختر لنفسك، فالسباق لم ينتهِ بعد، وأمامك الفرصة لتكون من الفائزين
اللهم اجعلنا من المقبولين في هذا الشهر، ولا تجعلنا من الغافلين..