السوق الرمضاني في محايل عسير.. أجواء ونكهات تراثية

من قلب محافظة محايل عسير شمال غرب مدينة أبها 90 كلم، وتحديدًا في حديقة “الحيلة”، ينبض السوق الرمضاني بالحياة كل مساء، ويجتمع الأهالي والزوار في أجواء تعبق بروحانية الشهر الفضيل، لقضاء آخر يومهم في التسوق وشراء احتياجات سفرتهم الرمضانية من المأكولات الشعبية التي يتصدرها “الحنيذ” وهو الوجبة الرئيسية في السفرة الرمضاني في محايل عسير.
وتتحول أركان السوق من بعد العصر كل يوم إلى لوحات تراثية تعكس أصالة المطبخ العسيري، ويتصدرها الحنيذ الذي لا تغيب رائحته الشهية عن المكان، ويضم السوق تشكيلة واسعة من الأكلات التقليدية التي تجذب الزوار، مثل المرقوق، والعريكة والمبثوث، والعصيد، واللحوح والحلبة, إضافةً إلى المعجنات والمخبوزات المحلية من البر والشعير والذرة والدخن، لكن يبقى الحنيذ الطبق الأكثر طلبًا، ويعدّ رمزًا للكرم الجنوبي ومكونًا أساسيًا على مائدة الإفطار والسحور.
وتعرض وجبات الحنيذ في أطباق كبيرة مغطاة بالورق وأشجار المرخ، مما يعزز نكهته التقليدية، ويُباع ويُقسم وفق الكميات
المطلوبة، ويقبل الزبائن على شراء الصحون الجاهزة أو الطلب بالقسم أو الربع وأكثر، ويفضل البعض تناوله في الجلسات الشعبية الموزعة داخل الحديقة.
ويبدأ تحضير الحنيذ بذبح الذبائح الطازجة، وغالبًا ما يكون اللحم من الماعز، ثم يوضع اللحم على جمر شجر القرض أو السمر داخل التنور المغطاة بالمرخ أو السلع، وتضاف أحيانًا الأحجار المتقدة، ليكتسب قوامًا طريًا ونكهة غنية بالدخان الطبيعي, ويُقدم على الأرز أو مع خبز البر أو الخمير والدخن, إلى جانب المأكولات الشعبية، يشهد السوق الرمضاني فعاليات تراثية، تشمل عروض المشغولات اليدوية، والعسل البلدي، والبن، والشاهي ما يجعله وجهة مثالية للعائلات والسياح الراغبين في الاستمتاع بالأجواء الرمضانية الدافئة.
ويبقى السوق الرمضاني في محايل عسير شاهدًا على ارتباط الأهالي بتراثهم، وتمتزج الروحانية بالنكهة، ويستمر الحنيذ في تصدر المائدة، محافظًا على مكانته كونه أحد أبرز أطباق الرئيسية الشهيرة في منطقة عسير.
الخبر نشرته وكالة الانباء واس كيف تنسبون الخبر لكم المشكلة الصورة عليها شعار الوكالة مادري عن اي مهنية اعلامية تتحدثون
لك من 1000 ريال اذا نشرت التعليق