العيد بين الأصالة والحداثة

كيف غيّر التطور التقني والعولمة احتفالاتنا؟
شهدت احتفالات عيد الفطر في المملكة العربية السعودية تحولًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث دمجت بين الأصالة والحداثة، بفضل التطور التكنولوجي وتأثير العولمة.
أبرز مظاهر هذا التغير:
1. التهنئة الرقمية: من المصافحة إلى الرسائل الإلكترونية
في الماضي، كانت التهنئة بالعيد تتم عبر الزيارات المنزلية أو المكالمات الهاتفية، لكن اليوم أصبحت وسائل التواصل
الاجتماعي الوسيلة الأسرع لنشر البهجة
• انتشار البطاقات الإلكترونية المُصممة بأشكال إسلامية وعبارات تهنئة مكتوبة.
• استخدام الواتساب وتويتر وإنستغرام لإرسال مقاطع فيديو أو رسائل صوتية للتهنئة.
• هاشتاقات مثل #عيدكم_مبارك تتصدر “تويتر” في السعودية خلال أيام العيد.
لكن بالرغم من ذلك، لا تزال الزيارات العائلية تحتفظ بمكانتها، خاصة بين الأقارب وكبار السن.
2.الهدايا الإلكترونية : من “العيدية النقدية” إلى “القسائم الرقمية”
تطورت ثقافة الهدايا في العيد، فأصبحنا نرى:
• قسائم التسوق الإلكترونية (مثل “شاهد” أو “أمازون”) كبديل عن النقود في المغلفات التقليدية.
• هدايا رقمية مثل اشتراكات الألعاب أو الكتب الإلكترونية للشباب.
• تطبيبات مثل “عيدي” التي تتيح إرسال هدايا مادية أو رقمية بضغطة زر.
ومع ذلك، تظل “العيدية” الورقية (المال في مغلفات ملونة) هي الأكثر انتشارًا بين الأطفال.
3.العولمة وتأثيرها على عادات العيد
أدت العولمة إلى ظهور عادات جديدة لم تكن معهودة سابقًا، مثل:
• انتشار مطاعم الوجبات السريعة: أصبحت وجبات “الدليفري” خيارًا للعائلات المشغولة، بدلًا من الولائم المنزلية التقليدية.
• المأكولات العالمية على موائد العيد: مثل البيتزا أو السوشي بجانب الأطباق السعودية الأصيلة (كالجريش والمرقوق).
• التسوق عبر الإنترنت: بدلًا من زحام الأسواق، يفضل الكثيرون شراء ملابس العيد عبر “نمشي” أو “نون”.
لكن تبقى الحلويات التقليدية (كالكعك والمعمول) رمزًا لا يمكن الاستغناء عنه في العيد!
4. الألعاب بين الماضي والحاضر
• قديمًا: كان الأطفال يلعبون في الشوارع بألعاب مثل “الدوامة” أو “الغميضة”.
• اليوم: تحولت الألعاب إلى إلكترونية (مثل بلايستيشن أو ألعاب الموبايل)، لكن بعض الأسر تحرص على إحياء الألعاب الشعبية في النزهات العائلية.
الخلاصة: توازن جميل بين التراث والحداثة
رغم دخول التقنية والعولمة على احتفالات العيد، إلا أن المجتمع السعودي يحافظ على جوهر العيد الروحاني والاجتماعي. فنجد:
• الجمع بين الزيارات العائلية والتهنئة الرقمية.
• التوفيق بين المأكولات التقليدية والوجبات العصرية.
• إحياء العادات الأصيلة مع تبني ما يفيد من الحداثة.
بهذا يصبح عيد الفطر في السعودية انعكاسًا لـهوية متجددة، تحترم ماضيها وتستشرف مستقبلها.